الدرس الخامس درجة الكشف أو التجوال النومي ينبغي أن نلقى اشد الانتباه لحالة التجوال النومي لاهميتها الكبر عند تنويم الوسيط يدخل في معظم الاحيان في التجوال اولاً وإذا كان في حالة السبات التخاذلي فهي تتحول بسرعة إلى درجة التجوال بتأثير عمليات المنوم, وقد يحدث أن المنوم يحوله من السبات إلى التجوال بدون وعي منه. وظواهر درجة التجوال مركبة ومعقدة, وقد وصفها شاركو بدقة وسنورد رايا في كتابه المشهور (دروس سالبتريير) لان هذا الباحث من أعظم الناس تجربة في التنويم العملي والحصول على نتائج عملية, ولا يضيرنا أن تخالف بعض شروحه ونظرياته العلم الحديث , قال في هذا الكتاب: عندما يص الوسيط إلى درجة التجوال, تكون عيناه مغمضتين أو نصف مغمضتين, وأهدابه غالباً مضطربة مرتعشة, وإذا تركته لنفسه يبد كانه نائم أو به خدر أي تنميل ولكن حالته غير حالة التفكك الجسدي العادي, أي انه ليس متخاذلاً ولا مسترخياً كما يكون في حالة السبات, وأحياناً تكون عيناه مفتوحتين وهو في درجة التجول, ويكون نظره ثابتاً جامداً ولكن بشكل غير واضح أو ملحوظ, وأحياناً يصبح بصره طبيعياً فيبدو كانه مستيقظ وهو في الواقع في آلة نوم تجوالي عميق. والتغيرات العضلية التي ينبغي درساتها هي: الانعكاسات (الاستجابات) الرباطية طبيعية في المفاصل, والاحساس العضلي و العصبي المرهف الذي يظهر في حالة السبات غير موجود, أي أن الوسيط حر التصرف ويمكنه تحريك اعضائه, وليس تحت حكم المنوم في حرية الحركة إلا إذا صدر إليه ايحاء خاص بذلك, ومعنى هذا أن التأثير على الأعصاب وعضلات و الاربطة لا يحدث تقلصاً –كما ذكرنا في تجارب دوبوتيه- ويمكن بواسطة طرق ايحائية كاللمس الخفيف لجلد احد الاطراف أو بالنفخ عليه, ايجاد حالة تخشب فيه, وهذه الحالة تختلف عن التقلص المقترن بحساسية في الأعصاب و العضلات, بانها لا تتاثرث بالاحتثاث الميكانيكي للعضلات, بينما هي تتاثر عادة بسهولة المحتثات الجلدية الخفيفة التي اوجدتها. وتلتبس عادة بحالة السكون التخشبي, حالة الجمود التي تظهر في الكشف أو التجوال النومي, ولكنها تختلف عنها اختلافاً اساسيا بظاهرة المقاومة القوية التي تلاحظ في المفاصل إذا ضغط على العضو الجامد لتغيير وضعه, وهذا الجمود لا يحدث عادة لعضلة معينة, ولكن لمجموعة من العضلات –ي لعضو- أو للجسم كله, وليس من الضروري امس العضو أو الوسيط باي نوع من انواع السحبات لاحداث هذا, ويكفي امرار الأيدي ببطء على طول الجسم بدون لمس حتى تحدث حالة الجمود هذه) انتهى الاقتباس. قال المنوم جوار تعليقاً على ملاحظات شاركو ( هذه الظواهر التي تحدث في التجوال النومي صحيحة مع استثناء حالة الجمود التي ذكرها شاركو في آخر كلامه, فان هذه الحالة يست من خواص التجوال, وإذا حدثت تكون نتيجة ايحاء أو تخشب جزئي, مثلما يحدث عندما تتقلص عضلات عضو نتيجة لبعض السحبات أو وضع الأيدي, وفي حالة التجوال الصرف يكون مظهر الوسيط كمظهر النائم نوماً طبيعياً, هذا إذا لم يحدث أي تدخل آخر قد اوحى إليه به, فإذا تلقى ايحاء –أو ايحاء ذاتياً- بحركة معينة, ظهرت عليه ظواهر الشخص العادي في حالته الطبيعية, اما حالة الحساسية فهي تتباين تبايناً عضيماً, فاذا كان الوسيط في حالة كشف بسيط سطحي تصبح الحساسية تخدراً تاماً إما بالإيحاء, أو عندما يصل إلى درجات الكشف الحقيقية, وعلى النقيض من ذلك يظهر مع ضعف الحساسية حساسية ظاهرة في بعض انواع اللمس مثل الاستجابة العضلية وبعض الحواس الخاصة) انتهى كلام جوار. واوضح ظاهرة في التجوال هي القابلية للايحاء, وهي عبارة عن الاستعداد لتلقي أي تاثير أو ايحاء, فيشرع العقل الباطن في تنفيذه في الحال. وحالة لتجوال تظهر بدرجات عظيمة التفاوت من الاحوال السطحية إلى الدرجات العيا والقابلية للايحاء توجد في جميع الدرجات, وهي تزداد شدة مع ارتفاع الدرجة الكشفية, ما أن الشخصي والوعي والذاكرة تضعف عند الوسطاء, وقد قسمنا احوال الكشف إلى ثلاث درجات, وهو تقسيم ايضاحي فقط فليس بين الدرجات حدود ولا فواصل, لانها متداخلة احداها في الأخرى بشكل غير محسوس, وهو تقسيم بسيط وله فائدة علمية: الدرجة الأولى في التجوال: هي حالة مغنطيسية خفيفة لا يلاحظ فيها تغير واضخ في حالة الوسيط, أما ارادنه فهي مطاوعة لانه مستسلم بارادته الخاصة للتجربة, وهو يتوقع الحصول أو الوصول إلى نتيجة, اما الوعي فهو الكامل, فالوسيط يعلم تماماً ما يطلب منه ويدرك ما يفعله, ولكنه يترك نفسه بغير وقاومة للتاثيرات, وحالة الذاكرة طبيعية في اثناء التجارب وبعدها إذ انه يتذكر تفاصيل التجارب التي تهمه أو تلفت انتباهه, فهو يقبل الايحاءات وينفذ ما دامت لا تتعارض مع شخصيته ولا مع ضميره, ولذلك فان الايحاءات ليست فروضاُ من الواجب تنفيذها, لان تقديره واعتباراته الشخصية موجودة ويستطيع مقاموة الايحاءات إذا اراد, ولكنه عادة يقبلها, وتدخل في الدرجة الاولى للكشف الايحاءات التي سماها بعض المؤلفين ايحاءات اليقظة, أو تمرينات اليقظة, وسماها غيرهم (يقظة الكشف). الدرجة الثانية: هي درجة مغنطيسية اعمق, وتظهر فيها ظواهر الكشف العادية وهي تخديير خفيف, وتزداد بالتدريج وتختفي شخصية الوسيط, وتترك مكانها لشخصية ثانية يختفي فيها الذوق الشخصي, والعادات المكتسبة, والحركات الالية الناتجة عن تكرارا حركات أو احساسات شخصية, ويظهر مكانها ظواهر الية نتيجة تاثيرات جديدة, ام وعي الوسيط فهو مقيد قلايلاً أو مضغوط عليه, ولكنه غير مسلول تمام الشلل, ولا يتفاعل مع المؤثرات البسيطة أو يستجيب لها, وفي اثناء ارتفاع الدرجة من الاولى للثانية يختفي الوعي تدريجياً ولا بد لايقاظه من تاثير قوي. وإذا حدث للوسيط وهو في الدرحة الثانية ما يخالف معتقداته الاخلاقية ومبادئه, أو يجلب عليه مسؤولية خطيرة فقد يتنبه الوعي, وفي هذه الحالة يجد في شخصيته الثانية انواعاً من النشاط تختلف عن شخصيته الطبيعية, ولكنها تمنحه وسائل كافية لابعاد التاثير وازالته, أو الحداث ظاهرة لا تخالف شخصية الوسيط أو ضميره مخالفة شديدة, اما الذاكرة فتبقى, ويتذكر على الاقل الامور التي قام بها في الحالة السابقة للنوم, وغالباً ينسى السبب الذي دفعه للتصرف, أي انه ينسى الشخص الذي اعطاه الايحاء, وينسى انه قد اوحى إليه ويعتقد انه قد تصرف بمحض ارادته, ويجد اسبابا معقولة لتفسير اعماله الايحائيىة, وهي ه\على كل حال لا تكون اعمالا شذة غير معقولة إلى درجة كبيرة, وقد لا تخرج عما كان سيفعله إذا وجد في نفس الظروف. ومناطق الذاكرة التي تكون مظلمة, يمكن انارتها باسئلة فنية تجعل الوسيط يتذكر كل شيء إذا وضع في طريق التذكر, بربط الظروف أو الحوادث أو الأفكار بعضها ببعض, وذلك يشبه طريقة تداعي المعاني في التحليل النفساني, والوسيط يتلقى الايحاءات وينفذها بدقة بشكل الي, أي أن ارادته العاملة لن تتدخل في تنفيذها, الذي يظهر بشكل تلقائي وطبيعي في اعماله اليومية, وإذا كان عملا بسيطاً وليس له خطورة, فاإنه يحدث بشكل غير ملحوظ مطلقاً. الدرجة الكشفية الثالثة: هي درجة عميقة يلاحظ فيها جميع درجات الكشف المعروفة بشكل تام, ففيها تحذير تام, وتكون العضلات في حالة الجمود الخاصة بدرجة التجوال, وتختفي شخصية الوسيط تماماً, فاحساسه العادي لا يوجد, وافكاره الخاصة نتيجة تجاربه ودراساته الت كانت تنظم اعماله وحياته تظهر كأنها لا تاثير لها عليه, ولكن من الخطا أن نعتقد أن شيئاً منها أو من مواهبه فد فقد, فهي كلها موجودة, بل مرهقة إلى درجة أعظم من الدرجة الطبيعية, غير انه لا يتحكم فيها ولا يستطيع استعمالها, وقد تحول جسمه إلى الة يسيطر عليها المنوم, وبما أن شخصيته قد تغيرت تغيراً عظيماً فمن المؤكد أن الوعي قد تغير تغيراً مماثلاً, فهو يرى ةلا يفهم ولا يفكر بنفسه, ولا يستطيع تقدير الاشياء الخارجية ولا اعماله ولا نتائجها, وليس هذا إلا اختفاء العقل الواعي. ومن البديهي أن الشعور بالمسؤولية غير موجود, وتتأثر الذاكرة الواعية تاثرا مماثلاً لتاثر الشخصية و الوعي, فبعد أن يتلقى الوسيط الايحاء يختفي هذا اليحاء من ذاكرته, ولا يستطيع أن يتذكر الذي اوحى به إليه أن كان الايحاء مؤجل النفاذ. وحالة النوم التي ينجح فيها الإيحاء المؤجل النفاذ, تتناسب عمقاً وخفة مع خطورة الإيحاء وأهميته. المرور من الحالة الطبيعية إلى حالة الكشف الخفية: يحدث ذلك بعدة طرق, منها تأثير شخص آخر, وهو تأثير غير إرادي وغير واع من الشخص المؤثر والتأثير الأدبي يسبب عظمة الشخصية, فقد يوجد حالة اختلاب لدى الوسيط تزيل قوة مقاومته, وتجعله في حالة يقبل فيها الإيحاء, بصرف النظر عن مصدر هذا التأثير الأدبي وسببه, فقد يكون المركز الاجتماعي أي أن الشخص المؤثر له مركز عظيم في الهيئة الاجتماعية, وقد يكون للمركز الأدبي العظيم كمركز علمي أو فني, وقد يكون لمجرد قوة الإرادة أو الشخصية, وهي تختلف عند الناس, فهناك ضعفاء الإرادة تسيطر عليهم المؤثرات المختلفة, وتتجاذبهم تيارات متباينة, ويوجههم أي شخص, وهناك أشخاص لهم قوة إرادة وصلابة في أعمالهم وآرائهم, لا يلينون ولا يتحولون عن الاتجاه الذي قرروا السير فيه, فإذا وجدوا واحد من النوع الأول أمام النوع الثاني, فان الثاني يسيطر عليه. وضعيف الإرادة يشعر بقلق وعدم ارتياح, وهذا الشعور يتحول بسرعة إلى حالة استسلام, ثم تجول في النوم, أو درجة نوم مغنطيسي خفيف, وكذلك ضعاف الإرادة يتأثرون من الظروف, ويفقدون العزم و الحزم بحيث يصبحون على استعداد لتلقي الإيحاءات من غيرهم. ومرضى الهستيريا لهم قابلية للوقوع في حالة نوم خفيف بمعاونة ظروف خارجية, كنحول النوم الطبيعي إلى مغنطيسي, أو بإيحاء ذاتي أو تنويم ذاتي بالنظر إلى شيء براق, أو بتأثير غير إرادي وغير واع من شخص معين –وفي هذه الحالة يسمى نوماً تلقائياً أو ذاتياً, لأنه لم يحدث نتيجة إرادة واعية من شخص, وقد نلاحظ الدرجات الثلاث للتجول النومي في آلة النوم التقائي, ولا تزيد درجته عادة عن الأولى أو الثانية, والمرور من النوم إلى اليقظة يحدث بعدة طرق, فإن كان يبدو على الوسيط ظواهر الشخص المتيقظ أي يبقى مفتوح العينين, فإنه يصعب على غير المجرب أن يتبين أن كان في حالته الطبيعية أو في تجول نومي خفيف, ولا يمكن التحقق من ذلك إلا من ملاحظات دقيقة مثل حركة الأهداب, أو تقلص خفيف في بعض العضلات, فهي تدل على إنه متيقظ أي ليس في حلة مغنطيسية حقيقة, وأحياناً تظهر علامات اليقظة بشكل واضح, وبعض الوسطاء ينكر انه كان نائماً ويؤكد انه كان متيقظاً, وعند سؤاله عن كل ما حدث في الجلسة وعن الزمن الذي استغرقته, يتجلى انه لا يدري في فترة من الفترات بأسئلة أو إيحاءات معينة, أي انه كان في حالة نوم تتخلله اليقظة, وقد تندمج حالة التجول في حالات مغنطيسية أخرى لها ظواهر عجيبة, مثل الاختلاب, وللحصول عليها يقف المنوم أمام الوسيط على مسافة قصية والوسيط مغمض العينين, ثم يفتح أجفانه بأصابعه بحيث تلتقي أعينهم فتتبع نظرات الوسيط عيني المنوم, فإذا نظر إلى أسفل تتبعه, وإذا استدار دار حوله الوسيط حتى يبقى نظره دائماً متعلقاً بالمنوم. |
مع تحياتى للجميع بالتوفيق
من إصدارات شيخ الروحانيين الشيخ عطية عبد الحميد فى المكتبات
مجلد السهم الصائب في تنقية العلوم الروحانية من الشوائب
مجلد الدعوات الروحانية في حل الأرصاد الفلكية خاص بعلم الكنوز
كتاب الأبراج اكتشف أسرار من تريد
كتاب عجائب وفوائد النباتات والحيوانات وخواصهم الروحانية
كتاب الصولجان في الاستيلاء على بنات الجان
كتاب زجرات ميططرون فى الأقسام الحاكمة على قبائل الجان
كتاب تصريف دعوات البرهتية الثلاثية الروحانية والأرضية والسفلية
كتاب حكمة الحكماء في علم السمياء والكيمياء
كتاب الاستدلال علي الضمائر الخفية بالقوانين الحرفية
كتاب سر الأسرار في التواصل مع روحانيات القران
كتاب أسرار و خفايات في علم الروحانيات
كتاب الأوراد الصوفية أول طريق الروحانية
كتاب تعليم طرق التنيوم المغناطيسي باحتراف
كتاب الأملاك في الأقسام والدعوات
كتاب الأسرار الربانية في الفوائد الروحانية الجزء الأول
كتاب الأسرار الربانية في الفوائد الروحانية الجزء الثاني
كتاب الإسقاط النجمى وكيفية تعليمة
كتاب الطريقة الواضحة فى أسرار الفاتحة
مجموعة الرسائل الروحانية الخمسة
مع تحياتى شيخ الروحانيين
الشيخ عطية عبد الحميد
للكشف والمتابعة
0020162022238
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق